أحدث الإضافات
تحفيظ القرآن

فكّر معي: تحفيظ القرآن

كان التعليم في صفوف الجمهورية العربية السورية يعتمد على الحفظ أولا. بمعنى أنه كانت أسئلة امتحانات مواد التاريخ و الجغرافيا و العلوم الطبيعية و العربي و غيرها من المواد تأتي على شكل سؤال يتطلب منك سرد الحل كتابيا. و كان عليك أن تذكر تفاصيل معيّنة في السرد وإلا تحذف لك علامات. أي أنه لم تكن توجد نوعية الأسئلة متعددة الخيارات التي تعتمد على الفهم عامّة بدلا من الحفظ. فكان الطريق الوحيد لتفادي الخطأ هو بالحفظ. و ماعدا مادّة الرياضيات و لاحقا الفيزياء التين كانتا مفضلاتان لدي (لأنه لايمكن النجاح بهما إلّا بالفهم و ليس بالحفظ) كان لا يرسخ في ذهني بعد الإمتحان من المواد التي حفظتها إلّا ما ندر.

فالدماغ في حالة الحفظ هو تماما كمثال الحمار الذي يحمل أسفارا لاتفيده و لكنّها تثقله و تتعبه و يريد التخلّص منها بأقرب فرصة.

بالإضافة إلى أن تمرين الدماغ على الحفظ يقتل القدرات الإبداعية و الخلّاقة فيه و يحوّله إلى دماغ مستهلك بدل أن يكون دماغا صانعا مبدعا.

قد يكون الحفظ أمر اضطر إليه البشر في العهود القديمة قبل الكتابة و الطباعة و ثم لاحقا الحاسوب و الإنترنت و التليفونات الذكية. و لكن من المؤكد أن الأولوية يجب أن تكون للفهم و الإبداع و أنه في عصرنا هذا لم يعد هنالك حاجة للحفظ.

و لقد بحثت مطوّلا في القرآن و الحديث عن أصول فكرة تحفيظ القرآن فلم أجد لها سندا أو أساسا صحيحا صلبا لافي القرآن و لافي الحديث و إنما كل مايقال عن التحفيظ هي تأويلات عن تفاسير عن قصص من الممكن أنّها نشأت بسبب الحاجة آنذاك للحفظ.

فماهي أسباب زج المسلمين أولادهم إلى دروس تحفيظ القرآن؟

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*