أحدث الإضافات
الشيطان

هل الشيطان كائن أم فكرة؟

الشيطان و الشياطين ذكروا في القرآن كثيرا ليصبح الشيطان رمزا للشرّ المطلق عاصيا لله و عدّوا للإنسان. و على الرّغم من التأويلات المعاصرة التي تقول بأن الشيطان هي صفة أن يشطّ العقل عن طاعة الله و الإيمان به ترى في مواقع كثيرة في القرآن الشّيطان على أنّه كائن وليس مجرّد صفة أو فكرة.

أَلَمْ أَعْهَدْ إِلَيْكُمْ يَا بَنِي آدَمَ أَنْ لَا تَعْبُدُوا الشَّيْطَانَ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ (60) [يس]

وترى أيضا إشارات إلى أن الشيطان يستطيع أن يؤثّر حتى على الأنبياء و الرّسل بمافيهم رسول الله محمد فهو قادر على أن ينسيه:

وَإِذَا رَأَيْتَ الَّذِينَ يَخُوضُونَ فِي آيَاتِنَا فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ وَإِمَّا يُنْسِيَنَّكَ الشَّيْطَانُ فَلَا تَقْعُدْ بَعْدَ الذِّكْرَى مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ (68) [الأنعام]

لابل ترى في أحد الآيات الشياطين يرسلون من قبل اللّه:

أَلَمْ تَرَ أَنَّا أَرْسَلْنَا الشَّيَاطِينَ عَلَى الْكَافِرِينَ تَؤُزُّهُمْ أَزًّا (83) [مريم]

الحقيقة أن قصّة ابليس مع خالقه وهل هو الشيطان أم لا محيّرة جدّا فهي من جهة تعبّر عن احتماليّة معصاة اللّه على الرّغم من تجلّي كل ملكوته و المعرفة التّامة لكل عظمته و قوّته. فلابد أنّ ابليس كان يعرف و يدرك تماما ليس فقط وجود الله بل كلّ عظمته و قوّته و جلاله. كيف يعصيه؟

و من جهة أخرى المحيّر أيضا هو اطلاق سراح ابليس بدون الحدّ من شرّه الذي توعّد أن يستغلّه في تضليل البشر و التسبب في إدخالهم العذاب المخلّد في النّار.

لم يستطع العلم حتّى الآن إثبات و جود كائنات مخفيّة مثل الجن و بالتالي الشياطين أو الشيطان الاكبر. ولكنّ الإيمان بوجود ذلك الكائن الخفي الذي هو الشيطان و أوليائه الذين يوسوسون و يخططون ضد البشر و الإنسانية مرتبط ارتباطا وثيقا بمعظم نظريّات المؤامرة التي كما قال الدّكتور الشحرور هي ليست سوى وسيلة لينفي الإنسان المسؤولية الأولى و الأخيرة عن نفسه. فيصبح كل شيء يجري في العالم هو مؤامرة على الإنسانية بقيادة الشيطان و عملاؤه على الأرض. و ذلك لاينحصر فقط في العالم الإسلامي فنرى ذلك أيضا في الديانة المسيحية و لعلّ أوضح الأمثلة على ذلك هو Alex Jones.

لقارىء محايد قد تبدو قصّة و حتّى فكرة الشيطان على أنّها قصّة من نسج خيال الإنسان في محاولة تعاطيه مع اسباب الشر و صراعه مع الخير فتجسّد تلك الأسباب في كائن هو الشيطان أو ابليس أو The Devil. و في الحقيقة أن الخير و الشر هما نتيجتان حتميّتان لحريّة الاختيار التي يتمتّع بها الإنسان.

فمارأيكم؟

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*