أحدث الإضافات
تخاريف الشيوخ

من الوجدان: الأطفال و الكهنة

لقد تمادى أمثال هؤلاء سنّة أم شيعة في الضحك على عقولنا و ذلك لأننا لا نعمل شيئا. ولكن صدّقوني يااصدقائي حتّى الأطفال يستطيعون ادراك أن مايقوله هؤلاء من خرافات و أحكام و فقه و شرائع لايمكن أن تكون من عند الله خالق هذا الكون. عندما كان في الثامنة من عمره اصطحبت ابني إلى خطبة الجمعة وقد كانت هذه أول مرة يعود فيها إلى الجامع بعد عدّة من السنين. و من اللحظة الأولى عندما وصلت إلى الجامع و بدأنا بخلع الأحذية لوضعها بين تلك الأحذية المتناثرة هنا و هناك بدأت أشعر بالخجل منه. تخيلوا أب يخجل من ابنه ذو ال 8 سنوات؟ و لكن لم استطع ان اتمالك نفسي عندما نظرت في وجهه و لمحت نظرة الاستغراب و الانزعاج من فوضى الأحذية تلك وكأنها لجنة الاستقبال الأولى لكل من يود زيارة الجامع في ذلك اليوم.

و كانت الخطبة في ذلك اليوم عن المؤاخات بين الأنصار و المهاجرين و عظمة الصحابة. و تطرق الإمام للقصّة المشهورة لعبد الرحمن بن عوف المهاجر و سعد بن الربيع الأنصاري و التي يستخدمها الأئمة كمثال للعطاء و التآخي بين المسلمين. و هذا نصّها في البخاري:

عن أنس رضي الله عنه قال: قدم علينا عبد الرحمن بن عوف وآخى رسول الله صلى الله عليه وسلم بينه وبين سعد بن الربيع وكان كثير المال، فقال سعد: قد علمت الأنصار أني من أكثرها مالا سأقسم مالي بيني وبينك شطرين، ولي امرأتان فانظر أعجبهما إليك فأطلقها حتى إذا حلت تزوجتها.

و بينما الإمام يشرح عن مدى الكرم و العطاء الذي أظهره سعد بن الربيع بأنه لم يعرض ماله فقط بل عرض أن يطلّق احد زوجاته لكي يتزوجها عبد الرحمن بن عوف مثلها مثل أي سلعة اخرى تتبادلها الرجال كنت المح النظر إلى وجه ابني الذي كانت تظهر عليه الصدمة و عدم الارتياح. لعلّه كان يقول لنفسه يعني أمي أيضا هكذا يمكن لأبي أن يطلقها و يزوجها من رجل آخر.

و ماكان لي بعد الصلاة إلّا أن اوضح له أنه على الغالب تلك القصة ليست صحيحة و أنه على كل حال لا تنطبق على عصرنا هذا. و لكن أدركت تماما أن ابني و الجيل الجديد بشكل عام لو أنه ترك على حريّته و لم يلقّن الدين تلقينا لايمكن له أن يشعر بالانتماء و الراحة في أجواء مازال رجال الدين يضحكون على عقولنا فيها و يسردون قصصا لاتنتمي لا لمنطق و لالواقع بشيء. و بعد ذلك لم أعد أطلب من ابني الذهاب معي لخطبة الجمعة.

القصة التي ذكرها الإمام هي غيض من فيض من الأحاديث و الخطب و السير التي تبدو للوهلة الأولى أنها سامية في معناها و لكن بقليل من التفكّر تستطيع ان ترى مدى خطأها المنطقي أو الاجتماعي أو حتى الأخلاقي. و هذا ينطبق أيضا على التفاسير التقليدية للقرآن بالنسبة لملك اليمين و الكفار و القتال و غيره.

إن الأئمة و رجال الدين في اسلوبهم الذي مازالوا عليه لايستطيعون و لن يستطيعوا أن يصلوا إلى هذا الجيل الصاعد الذي أصبحت المعلومة طوع بنانه و في متناول التليفون الذكي الذي بيده. و طريقهم الوحيد لعقول الأطفال و الشباب هو الأهل.

فعندما يغرس الأهل في عقل الطفل قدسية الإمام و مدى عظمة ذلك الإمام و مدى معرفته . و عندما يرى الطفل أن والديه يسألون الإمام عن إذا كان حلال أن نفعل كذا أو حرام أن نأكل كذا أو هل ندخل الحمام باليمين أم بالشمال إلى أخره من تفاصيل الحياة التي يتخذ المسلمون الإمام مرشدهم فيها. عندما يرى الطفل ذلك فإن عقله يتبرمج تلقائيا أن يتقبل كل مايقوله الإمام بدون تفكير. و يصبح عقل الطفل أو الشاب مرتعا لخرافات و قصص و تفاسير الإمام التي لاتمت للمنطق او العقل بصلة ناهيك عن بعض مشاكلها الأخلاقية. و في بعض الأحيان يصبح رجل الدين طريق الشاب إلى التطرف و العنف.

إذا كنّا بالفعل نريد إنقاذ الإسلام في قلوب أولادنا و ننقذ أولادنا من شرور التطرف و الاتباع الأعمى فعلينا أن نحرر عقول أطفالنا من الأئمة و المشايخ. و أقولها بصراحة:

لا ليس واجبا أن يذهب الطفل إلى صلاة الجمعة لمجرّد أنّها فرض فيسمع تلك الخرافات و القصص الوهمية.
ولا لاتحتاج أنت و لا أولادك لشيخ يقول لك ماذا يمكن أن تفعل أو لاتفعل في حياتك. أو أكثر من ذلك أن يصبح الشيخ يحدد لولد ماذا يجب عليه أن يفعل!

حرروا أولادكم من سطوة رجال الدين فهم يستطيعون أن يتعرفوا الله أفضل بنفسهم.

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*