أحدث الإضافات

هل يحتاج القرآن لمفسّرين؟

إذا كان الجواب لا:

فكل إنسان يمكن أن يفسّره على مزاجه.  فبإمكان أحد المسلمين أن يفسره كما تفسّره داعش الآن و قد يكون هذا المسلم مسؤولا سياسيا أو حتى رئيس دولة و يعتقد أن عليه أن يطبّق كلام الله كما فهمه. أو ممكن لإنسان آخر أن يفسّره بطريقة غير صحيحة قد تكون مسيئة. و ماذا عن من لايتكلمون اللغة العربية كيف يفهمون القرآن بأنفسهم؟

وإذا كان الجواب نعم:

فنحن بحاجة إلى متخصصين “علماء” ليفسّروا لنا القرآن و نقع هنا في مسألة الحاجة إلى رجال الدين. ومن الممكن لبعض المفسرين أن يفهموا القرآن و يدرّسوه على طريقة داعش.

عامّة المسلمين عندما تسألهم عن تفسير آية أو مارأيهم بآية معينة يلجؤون إلى شيخ أو كتاب تفسير و لا يجرؤون على محاولة تأويل الآيات بأنفسهم خوفا من أن يرتكبوا ذنبا بتفسيرها بشكل خاطئ. وكثيرا مايكون فهمهم الخاص للآيات مختلف عن التفاسير الموجودة أو تفاسير رجال الدّين.

أما التنويريين فأكثرهم يطرح أفكاره بناءَ على تفسير أو تأويل معيّن للقرآن أوجدوه بعد سنين طويلة من البحث و التنقيب و هو أمر ليس في طاقة المسلم العادي. و هم أيضا فيه يختلفون.
فمثلا محمّد شحرور أوجد بناءّ كاملا لكيفية تأويل القرآن  نتج عنه تصوراً معاصراً لمفاهيم القرآن يكاد يكون من أروع المفاهيم و أكثرها تنظيما و إحكاما و ترابطا. و لكنها في نفس الوقت تحظى بنوع من التعقيد الفلسفي و اللغوي ليس سهل الفهم.

كانت من أكبر الصعوبات لدي عند متابعة الشحرور هو الحاجة إلى الرجوع إلى كتب الشحرور (كأنها كتب تفسير معاصرة) لتأويل الآيات وإلا كان تأويلي مختلفا و يخرج عن سياق النظام و البناء الذي و ضعه الشحرور.  و بهذا عدنا إلى الحاجة لرجال “دين” من نوع أو آخر. ناهيك عن أن التنويريين لا يتّفقون على تأويل القرآن و معانيه و تراها معاّ معاّ تتحول إلى مدارس مختلفة و لها أتباع. مؤخراً أصبحنا نسمع عن الشحروريات و عدنانيات ابراهيم وغيره لأن النّاس مازالت تشعر بالحاجة إلى من تتبعّه.

فهل هذا لأن القرآن بحاجة إلى من يفسّره لنا أم أنّ المشلكة فينا؟

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*